مذكرات ضابط سعودي لـ عمرو العامري |
لـ عمرو العامري
للتحميل : اضغط هنا
عن الكتاب : "هل أقول أنه: عندما نقول الحكايات فذلك يعني أننا قد تقدمنا في السن... ذلك يعني أننا كبرنا، وذلك يعني أن هناك من هم أصغر منّا... وهذا أمر مزعج لي أنا على الأقل... الذين يقولون أن الزمن لا يعنيهم لا أتفق معهم... والحياة أشبه بساعات من الرحل... تسقط ذرة ذرة... المؤلم "ربما أن ساعة الرمل نقلبها لتعود من جديد، أما الحياة فلا تستأنف... نعم هي أشبه بساعة رمل ولكن لمرة واحدة ووحيدة.
صحيح أننا لا نشعر بخطى الزمن الصامتة داخل أرواحنا... غير أنه من الخارج يراها العالم كما يقول (ماركيز) في روايته الجميلة (غانياتي الحزينات)... هل أقول: إني لم أعد أكثر من حكواتي يستمع له الرفاق إذا ما وجدوا مساحة من الوقت... لم أعد منبعاً... وغدوت قريباً من المصب... وعدت أتلفت للوراء إذا ما أردت أن أرى الأجمل... وشجرة تهز أغصانها لتساقط أوراق ذكرياتها وبوحها وتذوي... وهل أقول أني جئت أقول لكم بعضاً من هذه الحكايات حتى وإن كان البعض منها غير مسلٍّ، ولكن لا تحزنوا من أجلي أرجوكم فسأخترع حكايات وأكاذيب صغيرة... أكاذيب لن تغير وجه العالم ولن تؤجل طلوع الشمس في الغد... وسأقول لكم أيضاً أنها أكاذيب لأ تجمل... ولتغدو الحكاية أجمل... إن قدرت... إن قدرت... وهل أبوح لكم بسرٍّ أيضاً؟ سأفعل سأقول لكم إن أجمل حكايات التي لن تقال، تلك التي دفنتها في أقاصي أدراج القلب، وطوحت بمفتاح ذلك الدرج إلى لا مكان.
لست بدعاً في ذلك وكلكم مثلي... ولكن حكايات وأسرار ربما غير مسلية، وخرابيش على جدران القلب... خرابيش لم ولن يقرأها سوى الضلع الخامس من الضفة اليسرى لجدران قلوبكم، هل خذلتكم منذ البدء...؟ لا لا أنتم أجمل من ذلك... فقد تسلحوا معي بالصبر والتسامح وقبول القليل ولكم كل الودّ.
"ستمضي مع هذه الحكايات التي يسردها الأدميرال عمرو العامري بشغف، لتلحظ ذاك الأسلوب السردي الممتع والمتباين والمتميز عن سواه في مجال كتابة السيرة الذاتية... وستصل إلى قناعة بأن مذكرات هذا الضابط السعودي هي بخلاف ما ترك إنطباع هذا العنوان في ذهنك... إنها إنما تمثل عملاً إبداعياً من طراز فريد، فرغم أنه يروي حكاية الأدميرال... أو الضابط السعودي عمرو العامري... إلا أنه يمضي إلى أبعد من ذلك... إلى ذاك البعد المؤثر في ذاتك، الكامن في ذاك الماضي الذي يستحثك هذا العمل على نبشه لتستل منه ما يطابق في مشاهده صوراً مرّت في شريط ذكرياتك... إنطلاقاً من تفاصيل القريبة بنمنماتها الدقيقة... إلى مصادر الثقافة المبكرة... والسفر والإغتراب... وتجارب النجاح والفشل... حتى لكأنه يكتب نيابة عن شريحة واسعة من قرائه، بحيث يمكنك العثور على ما يخصك وكأنه يروي حكايتك في ذلك الجزء.
وهكذا قدّم الكاتب عملاً إبداعياً عن سرده للسيرة الذاتية للضابط البحري، ومسيرته إلى أن رغب التقاعد أدميرالاً "ليجد القارئ بنفسه مع هذا السرد الشيق، وليصطاد الدهشة من عمق التجربة التي يفصح عنها بحار أمضى ربع قرن يجوب بحارنا الإقليمية إلى أن أصبح الأوميرال عمرو العامري".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق