مذكرات منسية لـ عبد الله بن بخيت |
لـ عبد الله بن بخيت
للتحميل : اضغط هنا
عن الكتاب : يستهل الكاتب والروائي عبدالله بن بخيت كتابه «مذكرات منسية» الصادر عن طوى للثقافة والنشر والإعلام، بسرد مدوّنة البطحاء من خلال شخصية حزام اليماني صاحب الدكان أو المدرسة المتخصصة بشؤون الغيبيات، ماضياً في تسجيل حكايات الرياض القديمة وذاكرة الأحياء وشخصيات الشوارع الضيقة و«السكيك» ونوافذ البيوت وأبوابها، بأسلوب سردي شيق فيقول: «لا يمكن أن أنسى المرة الأولى التي سمعت فيها بنظرية دارون. كان عمري ثلاث عشرة سنة. كل ما أعرفه في تلك الفترة من عمري أن العالم ينقسم قسمَين: قِسم خاص بالإنس، وقِسم خاص بالجن. وهذان العالمان يختلطان مرة، وينفصلان مرة، ولا يمكن التحكُّم في العلاقة بينهما. ولأنني جزء من الإنس كان كل طموحي أن أعرف أي شيء عن الجن. كنت أخاف منهم، ولكن «حزام اليماني» صاحب الدكان قلص خوفي ووضعه في حدوده الدنيا».
«جنجا» أحد شخصيات ابن بخيت، التي تمزج الشخصي بالأسطوري بالشعبي، يقول عنه ابن بخيت بعنوان: «حوطة خالد»، وهي اسم لإحدى ضواحي الرياض، «كان يلقب بجنجا. لقب غريب.. أليس كذلك؟ بيدَ أنه لم يكن غريباً في الأيام القديمة. اسمه الحقيقي واحد من تلك الأسماء السائدة، والتي تكاد تخرج من السجلات الحديثة لتحلَّ محلها الأسماء الجديدة اللامعة. لكنك لو ناديت قبل ثلاثين عاماً بأعلى صوتك «يا جنجا يا جنجا» في أي من حارات الرياض القديمة، ابتداء من طلعة الشميسي حتى حيّ غبيرة، لخرج إليك عشرات الأطفال يلبُّون النداء».
من الظل يلتقط ابن بخيت مذكراته ليعيدها في كتاب المذكرات المنسيّة، على هيئة ذاكرة حيّة تعيد القارئ إلى أكثر من ثلاثين عاماً ليملأ «ماعونه» بالحياة البسيطة التي وقعت بفعل التاريخ والجغرافيا في قاع الذاكرة، يعيدها حية كما لو كانت الحياة لم تتجاوز بعد سنواتها الأولى، بروحها الطيبة وركضها البسيط بثياب ملطّخة بالحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق