بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 2 سبتمبر 2017

الحجر الحي رواية لـ لينور دي زوكوندو

الحجر الحي رواية لـ لينور دي زوكوندو


الحجر الحي .. رواية 

لـ لينور دي زوكوندو

للتحميل : اضغط هنا  

عن الرواية : في الرواية ترصد الكاتبة سيرة النحات الإيطالي الشهير مايكل أنجلو ومن هنا يأتي مغزى العنوان «الحجر الحي»، حجر جامد يبعث فيه النحات الحياة وفي هذا السياق كتب المراجع رمزي في الغلاف الخلفي للكتاب «حجر صلد، ونحات خبير، فأيّهما يفعل فعله في الآخر؟ ذاك مدار الرواية إن كان لا بد لكل رواية من مدار. أما متنها السردي فأشبه بالشرفة المشرعة ساعة الضحى يطل منها الضوء خفيفا ويسري في الظلام على مهل حتى يبدده. عن ظلمة مايكل أنجلو بوناروتي نتحدث، أمهر نحّاتي عصر النهضة وتوأم الرخام. رجل صلب، بارد، صموت، مشدود إلى ذكريات غائمة، ولحظة راهنة تتأرجح بين الأمل والخواء، وبين هذا وذاك تمتد جسور وتنقطع أخرى، الأخ غويدو والشاب أندريا، توبولينو وكافالينو والطفل ميشيل والمرأة الحلم، هم تلك الجسور، فهل يتم العبور ويمتلئ الخواء؟ وهل تعبر الروح من الفنان إلى الحجارة فتنهض حية؟». 


اعتمدت الكاتبة في روايتها «الحجر الحي» على مجموعة من الفصول حملت عناوين مختلفة شكلت بعض العناوين أسماء أشخاص على علاقة ببطل الحكاية كأندريا وميشيل وتوبولينو بينما راوحت العناوين الأخرى بين أماكن حل بها أو مراحل أحدثت منعرجا أو كادت في حياته مثل الرمال والعطر والبحر والمحادثة والقمر وبعض الرسائل الممهورة بإمضاء مايكل أنجلو. 

وهذه العناوين نظمت المؤلفة مادتها الروائية بأسلوب مكثف بعيدا عن الثرثرة اللغوية الزائدة مانحة السرد زخما في كل مفاصل الرواية حيث يتسلسل ظهور الشخصيات بما يمنح النص طابعا حكائيا أبدعت في توظيفه، حيث أضاءت علاقة مايكل أنجلو بالطفل ميشيل جانبا من طفولة النحات التي قضاها مع مربية بعيدا عن أمه وبينت سبب كرهه للأطفال، كما كشفت في جانب آخر قصة التلميذ بيترو الذي غار من موهبة مايكل أنجلو فلكمه على أنفه مسببا له تشوّه شكله، (ويظهر هذا التشوه بشكل واضح في كل الرسومات الشخصية لوجه مايكل أنجلو) وكذلك شغف هذا الأخير بشخصية أندريا التي لامس كل تقاسيم وجهه في الكنيسة قبل الدفن وهو ما يشير إلى اعتبار أنجلو أن الجسد العاري موضوعا فنيا أساسيا مما دفعه إلى دراسة أوضاع الجسد وتحركاته في بيئات مختلفة وكذلك سؤاله الملح في رسائله للأخ غويدو عن سبب موت أندريا ونحته ليده حين يحمل الإنجيل.

علاوة على هذه المعطيات الشخصية التي تبرز جوانب هامة من حياة الرسام والنحات والشاعر مايكل أنجلو، تتضمن رواية «الحجر الحي» مجموعة من الإشارات التي تحيل على أحداث تاريخية منها تفشي الوباء بمدينة كارار ونقمة الأهالي على أجسادهم الجالبة للطاعون للتكفير عن ذنوبهم، كما تشير إلى قدم ظاهرة العنف المسلط على الفن والثقافة والذي ظهر في كل المراحل التاريخية ويبدو ذلك أو يتأكد حين تورد الكاتبة عبارة «السماء مضطربة» على لسان كافالينو ليتذكر مايكل أنجلو سنة 1497 حين استنفر رجال الدين لحرق اللوحات والمنحوتات الفنية ضمن موجة تديّن شهدتها تلك الفترة. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق