بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 26 يونيو 2018

معلمة البيانو .. رواية لـ الفريد يلنيك

معلمة البيانو .. رواية لـ الفريد يلنيك

معلمة البيانو .. رواية 

لـ الفريد يلنيك

للتحميل : اضغط هنا

عن الرواية : من نصف العنوان تتجلى أزمة رواية «معلمة البيانو» لصاحبة جائزة نوبل الكاتبة النمساوية ألفريدة يلينيك، فثمة شابة لم تستطع أن تلمع في عاصمة الموسيقى فيينا لتصبح عازفة في إحدى فرقها الشهيرة، أو أن تكون إضافة في بلد أنجب ومازال ينجب أشهر الموسيقيين الكلاسيكيين، بل وقفت بها الموهبة، وأيضاً الضغوط من حولها، عند درجة المعلمة التي تلقن الصغار والهواة دروس الموسيقى، وتمارس معهم جزءاً مما تعرضت له من قبل.


تبدو الرواية التي نقلها إلى العربية المترجم السوري خالد الجبيلي، وصدرت عن دار طوى، كغابة أحراش، لاسيما في قسمها الثاني الذي يكون بمثابة نتيجة منطقية للحالة التي رسمها القسم الأول من الرواية، إذ كانت لدى بطلة «معلمة البيانو» (إريكا) جرعات من صبر، ومساحة حياتية لم تحرق بعد، فبدت مستسلمة، إلى حد كبير، لأوامر الأم وتسلطها، تؤدي عملها بشكل آلي، لكن يعتمل بداخلها صراع كان ينتظر الانفجار، وهو ما كان في القسم الثاني من الرواية المليء بالثورات النفسية، بعضها يتقبله البعض، وبعضها يصل إلى حد التشوهات الصادمة، التي حاولت الكاتبة ألفريدة يلينيك أن تجعلها نهاية منطقية للقهر والزيف الاجتماعي الذي تحكم في إريكا، وأوصلها إلى محطة غير سعيدة، لذا حاولت اللحاق بأي شيء في هذه الحياة حتى لو مـتأخراً. تسافر الرواية إلى عوالم منسية، تصدم القارئ بعالم آخر عن فيينا السابحة على بحر من موسيقى العباقرة، تسمع الكاتبة القارئ أنغاماً شاذة منبعثة من الطرف المعتم من المدينة، وكذلك في داخل نفس بشرية تبدو ظاهرياً مدربة برهافة على ملأ العالم بالأنغام، فثمة موسيقى صاخبة وربما بلا نوتات تتصارع بداخلها، تجعلها تعيش حياة فارغة من المعنى، حتى وإن بدت من الخارج غير ذلك. تحفر الرواية عميقاً في هذه الناحية، لا يهمها الصورة العتيقة، التي ورثتها المدينة، وأصّلتها أمام أعين كثيرين، ممن يربطون بين فيينا وليالي الأنس، والأنغام السماوية التي ربما لا تدانيها فيها أي مدينة أخرى في هذا العالم. تصور ألفريدة يلينيك بجرأة عالماً سرياً في فيينا، وكذلك في داخل نفوس بشرية، تسقط حكاية البطلة على كل أنثى، وتسلط فتاها المختار في القسم الثاني من الرواية على كل رجل، في تعميم ربما لا يتقبله البعض، فتصير إريكا كل امرأة، وكليمر كذلك كل رجل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق