بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 2 سبتمبر 2017

هل يستطيع غير الأوروبي التفكير؟ لـ حميد دباشي

هل يستطيع غير الأوروبي التفكير؟ لـ حميد دباشي


هل يستطيع غير الأوروبي التفكير؟ 

لـ حميد دباشي

للتحميل : اضغط هنا  

عن الكتاب : في خطابه الذي وجهه إلى أعضاء الجمعية الأفريقية في لندن، يقول أ. ب. نيوتن: «إن أفريقيا ليس لها تاريخ قبل مجيء الأوروبيين». تكشف مقولة نيوتن عن منظومة فكرية غربية، صاغَت أسس فكرة التمركز الأوروبي، وأصَّلت له، من أجل صناعة صورة تشرعن للغربي إقصاءَه للآخر وتهميشه، وتجلت في نظريات أصَّلت للحضارة الأوروبية بادعاء النقاء، وعدم تأثرها بأيّ حضارة أخرى غير غربية، وانعدام القيمة والتأثير المطلق للحضارات الأخرى. اعتماداً على معرفته الداخلية الفريدة بالتقاليد الفكرية المختلفة، يطرح المفكر الإيراني حميد دباشي، المقيم في أميركا، والأستاذ في جامعة كولومبيا، سؤالاً استفزازياً، معنوناً أحدث كتاباته: «هل يستطيع غير الأوروبي التفكير؟»، استكمالاً لما بدأه في كتابيه: «الربيع العربي- نهاية حقبة ما بعد الاستعمار»، والذي أردفه بـ «ما بعد الاستشراق- المعرفة والسلطة في زمن الإرهاب»، فيما أراد أن يحمل عنواناً أوسع وأشمل: «ثلاثية الانتفاضة»، لأنها تحمل في جذور كل منها المنطق الموسع للانتفاضة الفلسطينية، كمثال لحركات التحرير العابرة للحدود.


يصيغ «هل يستطيع غير الأوروبي التفكير؟» الصادر عن «منشورات المتوسط»، في ميلانو، بترجمة عماد الأحمد، منظوراً جديداً لنظرية ما بعد الاستعمار، وما يمكن أن يحدث عندما يفكر الأوروبي خارج إطار الفلسفة الأوروبية، حيث يتساءل حميد دباشي: لماذا يتعين على الأوروبيين ألا يكونوا قادرين على القراءة، حتى عندما نكتب باللغة التي يفهمونها؟ يقول دباشي: «ببساطة لأنهم كأوروبيين وقعوا في فخ المجاز المستنزف الذي يتوق إلى ماضيه، يحيلون ما يطلعون عليه، مجدداً، إلى ذلك الفخ، وإلى ما يعرفونه بالفعل، بالتالي فهم غير قادرين على رؤيته، على أنه لا شيء، لا يعرفونه، ولكن، بالإمكان تعلمه. على ذلك، فالنمط الغربي هو الوحيد المتعين محاكاته لتطور المجتمعات، التي اعتبرتها أوروبا تحمل عناصر الثبات، ولا تسمح خصوصيتها بالتقدم، بينما الثقافة الأوروبية الحديثة تمتلك عناصر التطور المستمر، لذلك كان من الضروري أن يقسم العالم إلى مركز وهوامش، مركز غربي من حقه التمدد والسيطرة لفرض نمطه، وهوامش تحتاج إلى التغيير والتحديث. يقول دباشي: «أحاول أن أبرهن أن الاستشراق - كوسيلة لإنتاج المعرفة - ليس أمراً واقعاً، وليس مشروعاً مغلقاً ومكتملاً... كان الاستشراق نتاجاً للحظة معينة في تاريخ الاستعمار الأوروبي».

خصص دباشي، فصلاً من كتابه بعنوان «لحظة أسطورة إدوارد سعيد»، وفيه يعرض للجانب الإنساني في علاقته بالمفكر الفلسطيني الراحل، وكيف كان بمثابة «الجبل» الذي يأوي إليه من سمّاهم دباشي «المكسورين والمعزولين»، وكيف كان منزل سعيد مبعثاً على الاطمئنان والسكينة لجيل المهاجرين المثقفين: «هناك تضامن الهدف، اليوم، بين عصبة من المتمردين والثوار، بيننا، غير المؤمنين واليهود والمسيحيين والوثنيين والهندوس والمسلمين، كما يوجد بيننا الملحدون والمسيحيون والموحدون، والسكان الأصليون والمهاجرون، الذين يقولون الحقيقة للسلطة، مع صدى صوت إدوارد سعيد المتردد لأصواتنا المجتمعة. كيف جئنا إلى هنا، حيث نحن الآن، نستمع بأذنيه ونرى بعينيه ونتحدث بلسانه؟».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق