بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 10 سبتمبر 2017

الفيومي رواية لـ طاهر الزهراني

الفيومي رواية لـ طاهر الزهراني


الفيومي .. رواية 

لـ طاهر الزهراني

للتحميل :  اضغط هنا

عن الرواية : رواية لا تقرأها بعينيك فقط، وإنما بجميع حواسك، ترى الجبال، والشِعاب، والوديان، والغدران، تسمع أصوات الأغنام، والذئاب، والضفادع، والحجل، والوبارة. تشم رائحة النباتات العطرية التي لا تفارق ملابس سكان تلك المنطقة كالريحان والكادي.
تفكر بطعم أغصان البشام التي يلوكونها، وتتذوق مع «عطية» وصديقه فوق قمة الجبل طعم أطيب شايٍ يستغرق صنعه منذ بدأ بغسل الأواني عند الصفحة 131 وحتى الصفحة 133 يشترك كل شيء في صناعة هذا الإبريق ماء الغدير، وشجر السلم، والبشام، والشاي الخشن، والنار وأصوات الليل.

تشم رائحة الخبز الذي أعدته «غالية» في الجبل، وتشعر بحلاوة قرص العسل الذي تذوقه «عطية» بعد مشقة الوصول. تستمع لحكايا جدة «عطية» فتشعر كأنك تقرأ في أحد كتب التراث أو قصة من قصص ألف ليلة وليلة، تطير مع طيور الحجل، وأبي معول، الصفرد.
تصاحب عيد وسعيد، تندهش من الثعلب الماكر الذي حاول التشويش على عطية أثناء الصيد، كل الكائنات في الرواية نابضة بالحياة لدرجة أنك تحزن لموت كلب كـ«غنّام» وتشعر بالارتياح لموت رجل كـ«هياس»!

«عطية» الإنسان الحر، المتمرد، الكائن اللا منتمي، «الذي يفكر خارج دائرة العائلة دائماً، تخنقه الحياة في المدينة وسط الزحام والضجيج، وطوابير الحالمين بوظيفة، فالتحق بوظيفة في الحرس الوطني على الحدود فكان أول انتصار لشخصية عطية عندما تمكن من رمي القناص الذي كان يوقع رفاقه الواحد تلو الآخر مستدلاً عليهم بوميض السجائر، كان عطية متفرداً في الرماية ويملك الضمير أيضاً في مفارقة لا تحضر إلا في ساحات الحروب، فعلى رغم انتصاره وانتقامه من قاتل رفاقه شعر بالحزن، لأنه لا يرى في إشعال الحروب وإراقة الدماء أي نصر: «لكن عطية يشعر بداخله بشيء مكسور، فهو للمرة الأولى يظن أنه أزهق روحاً».

بعد نهاية الحرب قرر ترك الحياة العسكرية على رغم الترقية والعروض المغرية التي قدمت له ووصمة «شرد من العسكرية» التي ستلصق به، لكن روحه حرة لم تخلق لهذه الحياة، قدم استقالته وعاد للعمل مع إخوته في المستودع العمل الذي لم تكن الحال فيه تليق بعطية الحر، فكيف يمكن لإنسان يعرف رائحة الطبيعة والوديان والجبال أن يحتمل العيش وسط رطوبة مستودع تتكدس فيه «قطم» الرز وكراتين رقائق البطاطس والفوط النسائية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق