بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 15 سبتمبر 2017

العاصمة القديمة رواية لـ ياسوناري كاواباتا

العاصمة القديمة رواية لـ ياسوناري كاواباتا
العاصمة القديمة .. رواية

لـ ياسوناري كاواباتا

للتحميل : اضغط هنا

عن الرواية : من خلالها نطلع على حياة المجتمعات اليابانية في جميع جوانبها الثقافية والثراثية والموروثات من العادات والتقاليد والقيم الاخلاقية ونمط العلاقات والاساليب التي يمارسونها في أعيادهم واثناء جولاتهم ونزهاتهم لرؤية الأزهار وأوراق الأشجار في الربيع، وكذلك المعابد والمهرجانات الكثيرة التي تعكس شغف الروح اليابانية في الاحتفاء بالطبيعة والحياة. هذا كله نلمسه من خلال شخوص الرواية وخاصة تشيكو ذات الاحاسيس المرهفة التي وجدت على عتبة محل تاكيتشيرو تاجر الجملة، وبرغم اجواء البذخ والدلال التي تعيشها بين التاجر وزجته فقد يعتبرونها اعز ما لديهم، الا ان تشيكو دائمة البحث عن حقيقة أصلها مستائلة مع نفسها ان كانت حقاً سُرقت من بين افراد اسرتها كما تؤكد لها زوجة التاجر كي لا تشعر بأنها منبوذة، ام انها تركت مرمية للتخلص منها، وهي تدرك تماماً مدى أهميتها ومكانتها في قلبي التاجر وزوجته لدرجة يصفع فيها تاكيتشيرو الشاب أيديو الذي يعمل عنده حائكاً بسبب تقصيره في تصميم زنار أراد تقديمه هديه لأبنته المتبناة تشيكو، وكان قد نبهه لذلك لكن الشاب بدا عليه التذمر والغضب مما جعل تاكيتشيرو يبادر لصفعه.. ولم تكن تشيكو مهتمة لتلك الرعاية بقدر انشغالها بالطبيعة وخاصة أشجار الأندروميدا في الجانب الآخر من الجرف، وكثيراً ما تتطلع الى أزهارها البيضاء وهي تفكر بالمدينة القديمة نارا، فهناك أيضاً أشجار صنوبر بأشكال حسنة تأسر العين.. وتشاء الصدفة ان تتعرف على اختها ناييكو فتجدها فتاة بائيسة تعمل في قطع الأشجار بين اجواء ذلك الريف.. ومن خلالها تعرف أن عائلتها ضحت بها بسبب الفقر الشديد الذي تعاني منه، فلم يكن والدها غير حطاب يعمل بقطع الاشجار، وهذا كل ما اورثه لابنته ناييكو بعد موته متأثراً بسقوطه من فوق شجرة عالية اثناء قطعه لاغصانها، وبعده بمدة وجيزة ماتت الأم.

واصبحت ناييكو وحيدة تعيش حياة الفاقة وتضطر إلى مزاولة العمل الشاق. وهي الآن تعيش مرحلة الهاجس الطبقي والفرق بينها وبين أختها تشيكو التي تعيش في كنف عائلة ميسورة نسبياً وذات مكانة اجتماعية تجعلها تفكر بأنها قد تشكل عقبة أمام سعادة أختها، التي تدعوها بالآنسة. وفي مفارقة أخرى نجد الشاب إيديو الذي كان يفكر بالزواج من تشيكو البرجوازية والتي اشعرته بأنها لن ترضى به، يغرم بناييكو العاملة البسيطة، وربما اختاره لها يعد بديلاً مناسباً بحسب ما تعتقده ناييكو فتقول لأختها: أعتقد أن ايديو يريد أن يتزوجني كوهم بديل عنك، يا آنسة أنا فتاة، أنا أعرف.. وباسلوب بعيد عن الرتابة تعالج الرواية الصراع بين التقاليد والموروثات من العادات والقيم والطقوس والسلوكيات ومن يرمي بهذا كله متطلعاً للحداثة وثقافات دول الغرب، وهناك من يحاول أن يأخذ من الغرب من غير أن يضحي تماماً بالأصالة والروح اليابانية. وقد يبدو ذلك من خلال الحوار الذي يجري بين تاكيتشيرو وسوسوكه صاحب مشغل النسيج بان بعض الناس يستعملون كلمات اجنبية يعبرون من خلالها عن آخر صيحات موضة:"تلك الكلمات الغربية باتت متداولة. ألا توجد ألوان أنيقة بروعة في اليابان منذ العهود القديمة".. وتشهد العاصمة القديمة التي عمرها ألف عام تقلبات تهدد أصالتها وهويتها من خلال هذه الابتكارات التي دخلتها من الغرب، محدثة صراعاً يبدو هادئاَ لكنه ينعكس في النفوس والأذهان، فنلمسه بشكل حقيقي بين الآباء والأبناء والمدينة والريف من خلال التطلع للحب والحرية فهاهي تشيكو تحلم بالشاب ريوسوكه الذي يقول لها: أي نوع من العطر فيك.. أية روح طيبة تنبعث من يدك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق