بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 8 سبتمبر 2017

عصر المغول لـ جورج لاين

عصر المغول لـ جورج لاين
عصر المغول

لـ جورج لاين

للتحميل : اضغط هنا

عن الكتاب : يغوص الكتاب في إرث المغول وعصرهم، متعمقا في مفهوم الدعاية المغولية، ومقتفيا آثار معاركهم ومجازرهم المحجوبة تحت غطاء الأساطير والقصص المنسوجة من قبلهم هم بالذات في أغلب الأحيان، ليوضح حقيقة أن القرنين اللذين سيطر خلالهما المغول كانا قرنين من الانبعاث والإبداع. وبالتالي فإن هدف الكتاب الصادر عن مشروع "كلمة" أحد مشروعات هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تحت عنوان "الحياة اليومية عبر التاريخ"، تقديم تلك الصورة الأكثر موضوعية عن جنكيز خان وفترة حكم المغول بعد وفاته 1227 والنظر بواقعية أكثر إلى الحياة في ذلك الزمن.

يرى جورج لاين أن صورة جنكيز خان وقبائل المغول تعرضت للكثير من التشويه، ولحق بها الكثير من الإجحاف والمبالغة وذلك من قبل صناع أسطورة التاريخ، ومن قبل الدعاية المغولية نفسها، فأولئك الذين عانوا من الإذلال والخضوع، لزمهم الكثير من الإدعاء والمغالاة لتبرير ما لحق بهم من عار وانكسارات، وبالمقابل فإن المغول الحريصين على انتصاراتهم ودوام سلطتهم، استغلوا الرعب الناتج من هذه المبالغات والحكايات لضمنوا استمرار الخضوع لهم بدلا من التمرد عليهم.

ويشير إلى أنه نتيجة لذلك "ارتبط اسم جنكيز خان عند الكثيرين بالشر، واقترنت كلمة مغول بالحكم البربري المتوحش وبالدمار، فقلة أولئك الذين يمنحونهم الأعذار ويؤيدونهم أو يدافعون عنهم، ففي أوروبا يسمع صدى حوافر خيولهم يتردد ممتزجا بالهلع والرعب على صفحات كتاب ماثيو باريس، وفي اليابان يسود الاعتقاد بأن رياح الكاميكار المقدسة وحدها هي التي حالت دون وقوع تلك الجزيرة مرتين في براثن زحفهم البربري، وفي روسيا فإن أحداث القرنين الثالث والرابع عشر الواردة في مدونة "نوفجورود التاريخية" لا توحي سوى بالفزع والخوف، وفي العالم الإسلامي مازالوا يستقون اقتباساتهم من مراجع متحيزة وغير موضوعية كتاريخ ابن الأثير بدلا من العودة إلى مؤرخين كتبوا انطلاقا من معرفتهم المباشرة.

لكن هذا الأمر لا يشمل العالم كله كما يوضح جورج لاين "الناس في تركيا أو في آسيا الوسطى يعتزون بتسمية أولادهم بجنكيز وهولاكو ومونكو وأرغون وبكثير من الأسماء لها، والتي سادت في العصر الذهبي المغولي، وفي المناطق التي تعتمد اللغة التركية لغة رسمية والمناطق الواقعة ما بين السهوب الأوراسية، وينظر بكل فخر إلى إرث جنكيز خان وقبائل المغول، وتعد أعمالهم ملاحم مازالت ملهمة للكثير من القصص والحكايات".

ويركز الفصل الأول من الكتاب على مكان ولادة جنكيز خان، ملقيا في الفصل الثاني نظرة تاريخية حياة السهوب الأوراسية وحالة المجتمع فيها خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر، باحثا عن الأسباب التي مكنت جنكيز خان من إعادة تشكيل العلاقة بين مجتمعات سهوب أوراسيا الشمالية من البدو الرعاة، ومجتمعات الجنوب الزراعية المتحضرة، وفي الظروف السياسية والاجتماعية التي أدت لحدوث ذلك".

ويقول جورج لاين "جنكيز خان تطلع لأن يحيا شعبه حياة مختلفة، بعيدة عن حياة التقشف والخشونة التي كابدها أثناء طفولته في السهوب، كما رغب في تحسين صورة شعبه وجعلها بخلاف ما كانت عليه في الماضي، فورد على لسانه قوله "في الزمن القادم سترتدي ذريتنا أقمشة مطرزة بالذهب، وتأكل أطعمة فاخرة دسمة، وستمتطي خيولا أصيلة قوية وتستمتع بالنساء الجميلات".
ورأى أن المغول قاموا خلال القرن الثالث عشر بتحسين صورتهم ومكانتهم الجديدة بزخرفة ـ ليس أنفسهم فحسب ـ وإنما منازلهم بالأقمشة والمنسوجات المطرزة بالذهب والأحجار الثمينة، فصارت فخامة خيامهم الشبيهة بالقصور أساطير يضرب بها المثل، وغدوا بمظهرهم الخارجي ومظهر بلاطاتهم على النقيض من صورتهم في بدايات خروجهم من السهوب.

يفرد جورج لاين فصلا لكل من المظهر والمسكن والصحة والدواء والجيش والطعام والقانون والنساء وغير ذلك من المحاور المرتبطة بحياة المغول الاجتماعية والاقتصادية والطبية والعسكرية، ويؤكد في فصله "نساء المغول" على أن النساء بشكل عام تمتعن بمنزلة لائقة في المجتمع المغولي، "إذ شاركن بكل نواحي الحياة بما فيها القتال إلى جانب الرجال".

ويلفت إلى أن نظرة سريعة لتاريخ المغول وعدد النساء اللواتي حكمن منذ جنكيز خان تثبت مكانة النساء في ذلك المجتمع وأهميتهن، فبين عامي 1241 ـ 1246 حكمت أرملة أوقطاي خان "تورجينة" كوصية على العرش، وبين عامي 1248 ـ 1251 حكمت أرملة جويوك خان "أوغول غايمش" كوصية على العرش حتى تسلم مونكو خان العرش، وبعد وفاة أصغر أبناء جنكيز خان "تولوي" عام 1231 ـ 1232 رفضت زوجته المرعبة "سور غاغاتاني بيكه" الزواج من ابن أوقطاي خان جويوك، وأدارت ممتلكات زوجها بنفسها وأخيرا استطاعت الوصول بأبنائها إلى سدة الحكم، وفي آسيا الوسطى كانت الأراضي التابعة للابن الثاني لجنكيز خان "شقطاي" كلها مدارة ومحكومة من قبل أرملته.

ويؤكد جورج لاين تمتع المغول بالتسامح الديني كاشفا عن ازدهار العقائد الدينية في الأمبراطورية المغولية بشكل عام، وقال "عرف عن المغول تسامحهم في ما يتعلق بمعتقدات أولئك الخاضعين لحكمهم، فاتسمت معاملتهم لرجال الدين والقساوسة الذين خدموا تحت أيديهم بالاحترام، وعبر السنوات المتعاقبة على الإمبراطورية ورغم ظهور ديانات ومعتقدات مختلفة، أعلن عنها رسميا في أنحاء المقاطعات المغولية الرئيسية، إلا أن المغول لم يعتنقوا دينا واحدا بعينه، ولم يكن الدين محرضا على أعمالهم العدائية حتى وإن استخدم أحيانا كذريعة لتلك الأعمال".

وأضاف لاين أن حكام المغول اتبعوا سلوكا معتدلا ومتسامحا تجاه معتقدات النساء سواء أكان داخل الامبراطورية أم خارجها، ولم يكن ذلك السلوك نابعا كلية من الأثرة ولكنهم على الأرجح استغلوا اللعب على وتر الروحانيات فراهنوا على جميع الجياد لضمنوا عدم الخسارة، ومما عزز هذا السلوك رغبة الخان في أن ينال دعاء جميع رعاياه من أجل دوام عافيته وبقائه حتى وإن اختلفت أديانهم ومعتقداتهم، وتحقيقا لهذه الغاية ساير الحكام مراكز الوعظ الديني، وأصروا على إبداء حسن النوايا تجاه جميع الأديان، ونتيجة لهذه السياسة فقد أعفي القضاة ورجال الدين المسلمون والمؤسسات اللإسلامية وكذلك الرهبان والقساوسة المسيحيون، واللامات والرهبان البوذيون من الضرائب وأعمال السخرة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق