بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 2 سبتمبر 2017

كلهم على حق رواية لـ باولو سورنتينو

كلهم على حق رواية لـ باولو سورنتينو


كلهم على حق .. رواية 

لـ باولو سورنتينو

للتحميل : اضغط هنا  

عن الرواية : ما من مجال للتمهل أو لكسب معرفة ما بعد تجاوز تلك العتبة التي اختار سورنتينو أن تتمثل في كلمات هنري ميللر: «حين تصعد الروح، يمضي كل شيء في يقين مطلق، حتى لو كنا في خضم الفوضى». كأن الرواية هي سيرة فضائحية متخيلة لليقينيات المطلقة التي صارت إليها الأشياء كافة بعد صعود الأرواح. هنا تتحول المتناقضات والظنون المتصارعة كافة إلى احتمالات مؤكدة وهواجس بديهية، تتبدد في ظلامها الحقيقة الكلية الواحدة، والأصل المتعالي المتفرد.


عبر الخطوات المتبجحة للمطرب «طوني باغودا» بطل روايته؛ يصل باولو سورنتينو بكائنات الفوضى إلى الذروة القصوى من الطيش، فيعيد إلى كل عنصر في الوجود طبيعته كيقين، مهما كانت هشاشته أو تفاهته أو عبثيته المتنافرة مع كل الاعتبارات المنطقية الأخرى. هذه الذروة القصوى قد تكون المعادل اللائق بصعود الأرواح، الذي لا ينجم من الموت فحسب، وإنما من الخواء والضجر في المقام الأول. عن الغياب المهدِد والحاضر، كأنه العدم الذي يسبق فناء الجسد، ولهذا ستتحول الكتابة عند سورنتينو إلى صوغ لعذاب ذاتي من الغوايات المقبضة داخل جحيم الحياة والموت. اندفاعات متلاحقة من المرح المأساوي، يتجرد معه كل شيء مما كان يُعتقد أنه قيمة أو هوية. تبدو الأفكار والمشاعر كافة كأنها في خطرٍ دائم، منذورة للهدم والتلاشي أمام تلك العواصف الحكائية الكثيفة التي تقودها الشهوة والكراهية. في الهذيان؛ الجرائم كافة متاحة، وهذا ما تستثمره الرواية جيداً، كأنها تذكرنا طوال الوقت بالمعنى المقابل لعنوانها؛ «لا أحد على خطأ».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق