كتاب اللاطمأنينة لـ فرناندو بيسوا
|
كتاب اللاطمأنينة
لـ فرناندو بيسوا
للتحميل : اضغط هنا
عن الكتاب : واحدة من مآسي الروح الكبرى أن تنفذ عملاً ثم تدرك، فور انتهائك منه، أنه
ليس من الجودة في شيء. تكبر المأساة خصوصاً عندما يدرك المرء أن هذا العمل
هو قصارى ما يستطيع بذله. ولكن، أن تكتب عملاً، وأنت تعرف مسبقاً أنه مختل
وناقص، وأنت تكتبه، مختلاً وناقصاً ـ فهذه ذروة العذاب والذل الروحيين. لست
راضياً عن القصائد التي أكتبها الآن فحسب؛ بل أعرف إني لن أرضى أيضاً عن
القصائد التي سأكتبها في المستقبل. أعرف هذا فلسفياً وبلحم جسدي، من
استشراف ضبابي لا أدرى من أين استقيته.
فإذن، لماذا أستمر بالكتابة؟ لأني لم أتعلم بعد المزاولة التامة للتخلي الذي أعظ به. لم أتمكن بعد من التخلي عن ميلي الى الشعر والنثر. عليّ بالكتابة، وكأنني أنفذ عقوبة ما. والعقوبة القصوى هي أن أعرف أن كل ما أكتبه عديم الجدوى. ناقص ويفتقد الى اليقين.
كتبت أولى قصائدي عندما كنت طفلاً. وبالرغم من أنها كانت مريعة، فقد بدت لي كاملة. لن أحظى مرة أخرى أبداً بتلك السعادة الواهمة لأنني أنجز عملاً كاملاً. ما أكتبه اليوم أفضل بكثير. ولعله أفضل مما يكتبه بعض من خيرة الكتّاب. بيد أن ما أكتبه هو دون إمكانياتي التي أشعر لسبب ما بأنها لا محدودة ـ دون ما أستطيع، أو ربما ينبغي عليّ، كتابته. أبكي تلك القصائد الأولى الفظيعة، وكأنني أبكي طفلاً ميتاً، ابناً ميتاً، أملاً أخيراً تلاشى.
فإذن، لماذا أستمر بالكتابة؟ لأني لم أتعلم بعد المزاولة التامة للتخلي الذي أعظ به. لم أتمكن بعد من التخلي عن ميلي الى الشعر والنثر. عليّ بالكتابة، وكأنني أنفذ عقوبة ما. والعقوبة القصوى هي أن أعرف أن كل ما أكتبه عديم الجدوى. ناقص ويفتقد الى اليقين.
كتبت أولى قصائدي عندما كنت طفلاً. وبالرغم من أنها كانت مريعة، فقد بدت لي كاملة. لن أحظى مرة أخرى أبداً بتلك السعادة الواهمة لأنني أنجز عملاً كاملاً. ما أكتبه اليوم أفضل بكثير. ولعله أفضل مما يكتبه بعض من خيرة الكتّاب. بيد أن ما أكتبه هو دون إمكانياتي التي أشعر لسبب ما بأنها لا محدودة ـ دون ما أستطيع، أو ربما ينبغي عليّ، كتابته. أبكي تلك القصائد الأولى الفظيعة، وكأنني أبكي طفلاً ميتاً، ابناً ميتاً، أملاً أخيراً تلاشى.
جزء مترجم من الكتاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق