![]() |
| صمت البحر .. رواية لـ فيركور |
لـ فيركور
للتحميل : اضغط هنا
عن الرواية : منذ أكثر من نصف قرن ورواية « صمت البحر » للكاتب الفرنسي ڤركور تحتل مقدمة الروايات في عالم القراءة القصصية. كتب ڤركور روايته صمت البحر عام 1942 عندما كانت فرنسا تحت الاحتلال الألماني، والذي استمر لمدة أربع سنوات كانت كفيلة أن تنتج أدبا وفكرا وفنونا مختلفة حملت جميعها اسم أدب المقاومة و«صمت البحر» واحدة من الروايات التي كانت نتاج هذا الأدب بامتياز.
ونأخذ رواية ڤركور الروائي الفرنسي والتي تحمل عنوان صمت البحر مثالاً على ذلك. تلك الرواية التي تقاوم الاحتلال النازي لفرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكنها مقاومة ليست بالرصاص، وإنما من خلال إقامة علاقة بين رجل وامرأة، فقد امتلك رجل وابنة أخيه فندقاً في الريف الفرنسي، فجاء ضابط من جيش الاحتلال الألماني وقضى بضعة أيام في الفندق، وتقع الفتاة في حب الضابط الألماني، الذي ينتمي للأعداء الذين اغتصبوا وطنها، وكان ضابطاً مثقفاً وقرأ أدب كبار الكتّاب الفرنسيين، وأعمال المفكرين، وتأثر بهم، فأصبح يكره احتلال أمّة عظيمة كفرنسا، وكان يحرص على أن لا يرتدي الزي العسكري أثناء تجواله في الفندق أو لقائه بالفتاة وعمّها. لم نجد في الرواية حديثاً بين الضابط والفتاة ولو بكلمة واحدة، بل هناك صمت العشق، والنظرات الخاطفة وحركات الأصابع وارتعاشات اليدين، لغةً للتفاهم بين الاثنين. وحاولت الفتاة منع شعورها وانفعالاتها من الظهور نحو الضابط الألماني، النبيل في أخلاقه، لكنّه يمثل أحد الأعداء الغاصبين، وتنتهي الرواية على كلمة وداع بين الاثنين، ولعل الرواية جاء اسمها من الدلالة التي يرمي إليها الكاتب حين جاء السرد في الرواية: خيم الصمت على الغرفة مرة أخرى، لكن الفرق كان في هذه المرة في قتامته وشحنته الثقيلة. ومن المؤكد أنني من خلال الصمت القديم، مثلما هو الأمر تحت هدوء صفحة الماء، عراك الحيوانات في قاع البحر، كنت أحس جيداً زخمَ الحياة المنبعثة في المشاعر الخفية، والرغبات والأفكار التي يتجاهل بعضها بعضاً ويتقاتل. لكن آه يا ترى ماذا هنالك تحت قشرة الصمت سوى ظالم بشع.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق